الاثنين، 15 يونيو 2009

في تاريخ مجهول ..


كم اشتقت الى تلك الايام ..

وليتني دونتها تواريخ عندي ..
كي احتفل بقدومها ..
واعيد ذكرياتها مع من يشاركني اياها ..
لتبقى عندي وعندهم كل التفاصيل ..

تاريخ مجهول ..
ويوم اضائت فيه الشمس كما لم تضيء من قبل ..
كنا صغار ..
خمسه .. وكنت انا السادسه ..
كنت في الثانيه عشر إن لم اخطيء ..
كل يوم اربعاء..
نذهب الى بيت جدتي وجدي ..
ننتظر حتى الساعه الرابعه والنصف ..
كلٌ منا تذهب الى امها ..
" الله يخليش .. نبغى نروح المكتبه "
وكلنا منا تتوسع .. " بس عشره ريال .. والله ما بنتأخر"

ما ان تأتي الساعه الخامسه الا وكل منا عبائتها على رأسها ..
وكل منا تستعجل الاخرى "يالله الطريق بعيد "
" نبغى نوصل قبل لا تسكر المكتبه "
"نسيت ما اجيب الفلوس اللي جمعتهم .."
حتى يكتمل السرب .. ونذهب الى المكتبه ..

وندخل كما دخل علي بابا مغارته العجيبه ..
دفاتر صغيره منوعه ..
واقلام كثيره ملونه ..
وقصص للجيب .. واخرى موسوعات طبيه ..
كل اثنتان منا تمشيان مع بعضهما البعض ..

وما ان تخاطب احدنا البائع " لو سمحت .. بكم ديه ؟"
ويكون السعر اقل من عشره ..
نذهب جميعنا اليها .. ونرى ماذا اختارت ..
اظن ان البائع كان يحفظنا عن ظهر قلب لكثره ذهابنا ..

اذكر في احد المرات ..
قال البائع لي .. "تبغين شي بأقل من عشره .. صح يبه ؟"
لم اجب عليه .. امي وصتني ان لا احادث الغرباء ..
ما كان منه الا ان ابتسم .. واشار الى احد الرفوف ..
وفعلا .. اشتريت ما اشار اليه ..
مازلت احتفظ بتلك المحفظه .. بها دفتر .. واقلام لماعه جف حبرها الآن .. وبعض الطوابع .. وقفل صغير ..

بالمكتبه .. كانت احد خالتي في عمري ..
دائما ما تذهب وتكون هي الفائزه بالنسبه لنا ..
تشتري اشياء كثيره .. وجميله .. لأنها لا تصرف ريالا واحد ايام المدرسه ..
فقط من اجل يوم ذهاب المكتبه ..

عند خروجنا من المكتبه ..
نمر احد البقالات ..
ونشتري الايس كريم ..
نأكله بسرعه حتى لا يعاتبنا احد على عدم اخبارهم ..
نأكله بالطريق ..
وكم تعثرنا على طريق العوده ..
تلك تسقط مرارا .. واخرى ماتلبث ان تنهض حتى تقع مره اخرى ..
لأننا كنا نحارب الوقت لنصل في الوقت المحدد ..
اكياسنا تقفز معنا ..
وعبائتنا تكاد تنزلق من على رؤسنا ..

نصل ..
و وجوه امهاتنا دائما ما تكون قلقه وخائفه علينا ..
" تأخرتون .. كل ديه مكتبه ؟؟"
وكل منا تبرر ..
نسرع الى الداخل ..
نفرغ اكياسنا بسعاده ..
نظل نتأمل ما اشتريناه ..

احد المرات ..
اشترت اختي الصغرى دفترا ..
وكانت كل صفحه فيه تحوي رسمه مختلفه ..
قلبت صفحات الدفتر لفتره طويله ..
مبهوره بتلك الرسومات ..
الى يومنا هذا تحاول ان ترسم احد الرسمات بالدفتر ..
"ياربي .. الرسمه كانت حليوه .. بس ما اتذكرها عدل !"
ومازل عندها امل ان تتقنها كما كانت تلك الرسمه ..

ياه !
ذكريات .. كلما تذكرتها ابتسم لجمالها ..
ربما سأبدأ بكتابتها حتى لا انساها وتختفي من مخيلتي ..
بالمناسبه / الصوره المرفقه .. وضعتها لان العصفور المجود بها يشبه العصفور الموجود على المحفظه التي اشتريتها !!

هناك تعليق واحد:

AHMED يقول...

أعجبتني كثيراً هذه المدونة وارتسمت على وجهي الابتسامة و أنا أقرأ .. ربما لأني بالرغم أني لست فتاة إلا أننا كنا سابقاً نذهب كل أربعاء إلى بيت جدي للقاء مع أبناء الخالات ولعب الكرة !

بقراءة هذا السيناريو تجلت أمامي العديد من المشاهد ..

شكراً جزيلاً